تمثيل البعد الثالث - العمق الفراغي
يرى
" ناثان نوبلر أن هناك أساليب
متعددة يمكن من خلالها تمثيل العلاقات المكانية بين العناصر لإدراك البعد الثالث
الفراغى فى العمل ، ومن ثم إدراك الحركة التقديرية الناشئة فى العمل وتتمثل تلك الأساليب فى الآتى:
1- المستويات
المتراكبة : ويقصد بها استخدام التراكب سواء كان جزئياً أم كلياً فى ترتيب
العناصر فى مستوي واحد ، كما يمكن أيضاً أن تتراكب مستويات متعددة من العناصر على
التوالى لتدعيم الإحساس بالعمق الفراغى فى العمل .
2- التفاوت
فى الحجم :
يؤدى التباين بين حجم العناصر الكبيرة والصغيرة إلى إدراك عمق فراغى نتيجة تطابق
الفارق الحجمى للعناصر مـع الفارق فىبُعد الأشياء بالنسبة لموقع الرائى
وإدراكه لها ، فكلما اقترب العنصر من الرائى كلما كبر حجمه بالنسبة له .
3- موضع
العناصر على مستوى الصورة : فى بعض الأعمال يمكن أن يبنى نظام
التمثيل المكانى للعناصر على أساس موضع الأشياء بالنسبة لأول خط سفلى تستقر عليه
العناصر فى العمل ، أو بالنسبة لخط الأفق لهذا العمل .
4- المنظور
الخطى :
يمكن تحقيق المنظور الخطى فى العمل من خلال إحداث توازى تقديرى لجميع الخطوط
الموجودة فى الطبيعة وكأنها تلتقى فى نقطة تسمى " نقطة التلاشى " ويراعى
وجود نقطة تلاشى مغايرة لكل صف من المتوازيات ، بينما تكون جميع نقاط التلاشى على
خط الأفق موازية لخط الأرض السفلى الذى تنشأ عليه العناصر .
5- المنظور
الجوى ( الهوائى ) : ويقصد به إضفاء دلالات لونية للعناصر
القريبة فى التصميم أكثر وضوحاً وتشبعاً عن البعيدة التى تميل إلى الابيضاض المائل
إلى الزرقة ، وفى نفس الوقت تميل العناصر القريبة إلى التحديد الواضح لهيئتها
الشكلية فى حين تكون أقل وضوحاً فى العناصر البعيدة التى تبدو وكأنها تتلاشى
بالنسبة للرائى .
6- استخدامات
اللون :
يمكن إضفاء البعد الثالث على العمل من خلال الألوان الطيفية ، فالألوان الدافئة
تعطى تأثيراً إلى أنها أقرب إلى الرائى وأكبر حجماً مما هى عليه بالنسبة للألوان
الباردة ، وكذلك الألوان ذات القيمة الضوئية العالية ( الأشد لمعاناً ) يمكن أن
تأتى فى مقدمة العمل وتتدرج الألوان ذات القيمة الضوئية الأقل فى خلفية العمل ،
ويمكن استخدام خاصية التقابل اللونى للفصل بين العناصر القريبة والبعيدة بدرجة
أكثر وضوحاً طبقاً لما سبق .
وإضافة إلى ما وضحه " نوبلر" فى رؤيته للأساليب السابقة يمكن أن أضيف لكم بعض الأساليب التقنية التى يمكن أن تدعم الإحساس بالعمق الفراغى مثل :
-
الضوء والظل : يتم إدراكنا
للعناصر المجسمة ومدى تجسيمها فى الفراغ نتيجة الضوء الساقط عليها ، وقد يختلف
الشكل المرئى للعنصر من خلال زوايا سقوط الإضاءة ، فالجوانب المواجهة لمصدر الضوء
تكون شديدة الإضاءة ، أما الجوانب التى لا تلاقى مصدر الضوء مباشرة تكون أقل إضاءة
( منطقة ظلال متوسطة ) أما الجوانب المستترة عن مصدر الضوء تماماً تكون معتمة ،
وعند تمثيل هذا التدرج للضوء والظلال التابعة لقانون الشكل المجسم فى تصميم ذى
بعدين ، ينتج عن هذه التقنية إحساس قوى بتجسيم الأشكال يسهم فى إدراك العمق
الفراغى .
-
التدرج الملمسى :
تتميز سطوح العناصر المجسمة من الناحية الفيزيائية بوجود ملامس قد تختلف هيئتها أو
شكلها ( تفاصيلها المرئية ) من عنصر لآخر ، بل ويمكن أن تختلف من سطح لآخر فى
العنصر نفسه ، ويتوقف درجة وضوح تفاصيل الملمس ـ عند ثبات شدة مصدر الضوء الساقط
على العناصر ـ على المسافة بينها وبين المشاهد ، فكلما اقتربت كانت أكثر وضوحاً
والعكس عندما تزيد المسافة . ولإثارة الإحساس بالعمق يمكننا استثمار التدرج فى
درجة وضوح التفاصيل المرئية لملامس السطوح .
إن هذه الأساليب
الإنشائية والتقنية التى تمثل الفراغ بما يتضمنه من عناصر وهيئات شكلية مجسمة يمكن
أن ينشئ من خلالها حركة تقديرية ، فتباين الحجوم واختلف زاوية رؤية العناصر ،
والانحرافات المنظورية لأبعاد الأشكال ، واتجاه زاوية الضوء على الأشكال ،
والتأثيرات المتبادلة بين الأشكال والأرضيات تعمل على وجود صور متنوعة من التباين
والتعارض فى المرئيات ، مما يؤثر بشكل إيجابى فى توافر قوى كامنة فى العناصر
والهيئات الشكلية يتمكن من خلالها المشاهد من إدراك حركة تقديرية .
أما الحركة التى تتم فى الفراغ التقديرى من
خلال الاستعانة بأجهزة الكمبيوتر فقد بدأت عام 1960م على يد الأمريكى بيلا جوليسز ( Bella Julesz )
من خلال أبحاث تهدف إلى إمكانية رؤية البعد الثالث على مسطحات ثنائية الأبعاد ،
وكانت التجارب فى أوراق سبق أن طبع عليها نقطاً متعددة وضعت بتجمعات عشوائية ، لذا
عرفت الطريقة باسم ( Single
Image Random Dot Stereogram )
.
ولم
تبلغ هذه الأبحاث درجة الكمال ، وقد أستكمل مجموعة من تلامذة هذا الأستاذ التجارب
لتحسين الأداء والنتيجة ، وذلك بالاستعانة بأجهزة الحاسبات الآلية الأكثر تقدماً ،
وكانت البحوث فتحاً لفن جديد من الفنون التشكيلية جاء على يد " دان
دايكمان Dan Dyckman " و" بيل بيلينسكى Bile
Bielinski " ، ونشرت
هذه الأبحاث من خلال مؤسسات تجارية أمريكية ويابانية تعرف باسم تجارى مبسط هو العين السحرية ( Magic Eye )
، أو اسم آخر هو (
Stare-E-O 3d Imaging )
شكراً لكم .. ويسعدني التواصل معكم من خلال تعليقاتكم
أ . د/وائل البدري
استاذ التصميم المساعد بكلية التربية النوعية بالفيوم