السبت، 29 نوفمبر 2014

ساسلة مفاهيم في التصميم ( تمثيل البعد الثالث - العمق الفراغي )

تمثيل البعد الثالث - العمق الفراغي

      يرى " ناثان نوبلر أن هناك أساليب متعددة يمكن من خلالها تمثيل العلاقات المكانية بين العناصر لإدراك البعد الثالث الفراغى فى العمل ، ومن ثم إدراك الحركة التقديرية الناشئة فى العمل  وتتمثل تلك الأساليب فى الآتى:
1-  المستويات المتراكبة : ويقصد بها استخدام التراكب سواء كان جزئياً أم كلياً فى ترتيب العناصر فى مستوي واحد ، كما يمكن أيضاً أن تتراكب مستويات متعددة من العناصر على التوالى لتدعيم الإحساس بالعمق الفراغى فى العمل .
2-  التفاوت فى الحجم : يؤدى التباين بين حجم العناصر الكبيرة والصغيرة إلى إدراك عمق فراغى نتيجة تطابق الفارق الحجمى للعناصر مـع الفارق  فىبُعد الأشياء بالنسبة لموقع الرائى وإدراكه لها ، فكلما اقترب العنصر من الرائى كلما كبر حجمه بالنسبة له .
3-  موضع العناصر على مستوى الصورة : فى بعض الأعمال يمكن أن يبنى نظام التمثيل المكانى للعناصر على أساس موضع الأشياء بالنسبة لأول خط سفلى تستقر عليه العناصر فى العمل ، أو بالنسبة لخط الأفق لهذا العمل .
4-  المنظور الخطى : يمكن تحقيق المنظور الخطى فى العمل من خلال إحداث توازى تقديرى لجميع الخطوط الموجودة فى الطبيعة وكأنها تلتقى فى نقطة تسمى " نقطة التلاشى " ويراعى وجود نقطة تلاشى مغايرة لكل صف من المتوازيات ، بينما تكون جميع نقاط التلاشى على خط الأفق موازية لخط الأرض السفلى الذى تنشأ عليه العناصر .
5-  المنظور الجوى ( الهوائى ) : ويقصد به إضفاء دلالات لونية للعناصر القريبة فى التصميم أكثر وضوحاً وتشبعاً عن البعيدة التى تميل إلى الابيضاض المائل إلى الزرقة ، وفى نفس الوقت تميل العناصر القريبة إلى التحديد الواضح لهيئتها الشكلية فى حين تكون أقل وضوحاً فى العناصر البعيدة التى تبدو وكأنها تتلاشى بالنسبة للرائى .
6- استخدامات اللون : يمكن إضفاء البعد الثالث على العمل من خلال الألوان الطيفية ، فالألوان الدافئة تعطى تأثيراً إلى أنها أقرب إلى الرائى وأكبر حجماً مما هى عليه بالنسبة للألوان الباردة ، وكذلك الألوان ذات القيمة الضوئية العالية ( الأشد لمعاناً ) يمكن أن تأتى فى مقدمة العمل وتتدرج الألوان ذات القيمة الضوئية الأقل فى خلفية العمل ، ويمكن استخدام خاصية التقابل اللونى للفصل بين العناصر القريبة والبعيدة بدرجة أكثر وضوحاً طبقاً لما سبق .

وإضافة إلى ما وضحه " نوبلر" فى رؤيته للأساليب السابقة يمكن أن أضيف لكم بعض الأساليب التقنية التى يمكن أن تدعم الإحساس بالعمق الفراغى مثل :
-   الضوء والظل : يتم إدراكنا للعناصر المجسمة ومدى تجسيمها فى الفراغ نتيجة الضوء الساقط عليها ، وقد يختلف الشكل المرئى للعنصر من خلال زوايا سقوط الإضاءة ، فالجوانب المواجهة لمصدر الضوء تكون شديدة الإضاءة ، أما الجوانب التى لا تلاقى مصدر الضوء مباشرة تكون أقل إضاءة ( منطقة ظلال متوسطة ) أما الجوانب المستترة عن مصدر الضوء تماماً تكون معتمة ، وعند تمثيل هذا التدرج للضوء والظلال التابعة لقانون الشكل المجسم فى تصميم ذى بعدين ، ينتج عن هذه التقنية إحساس قوى بتجسيم الأشكال يسهم فى إدراك العمق الفراغى .
-   التدرج الملمسى : تتميز سطوح العناصر المجسمة من الناحية الفيزيائية بوجود ملامس قد تختلف هيئتها أو شكلها ( تفاصيلها المرئية ) من عنصر لآخر ، بل ويمكن أن تختلف من سطح لآخر فى العنصر نفسه ، ويتوقف درجة وضوح تفاصيل الملمس ـ عند ثبات شدة مصدر الضوء الساقط على العناصر ـ على المسافة بينها وبين المشاهد ، فكلما اقتربت كانت أكثر وضوحاً والعكس عندما تزيد المسافة . ولإثارة الإحساس بالعمق يمكننا استثمار التدرج فى درجة وضوح التفاصيل المرئية لملامس السطوح .
    إن هذه الأساليب الإنشائية والتقنية التى تمثل الفراغ بما يتضمنه من عناصر وهيئات شكلية مجسمة يمكن أن ينشئ من خلالها حركة تقديرية ، فتباين الحجوم واختلف زاوية رؤية العناصر ، والانحرافات المنظورية لأبعاد الأشكال ، واتجاه زاوية الضوء على الأشكال ، والتأثيرات المتبادلة بين الأشكال والأرضيات تعمل على وجود صور متنوعة من التباين والتعارض فى المرئيات ، مما يؤثر بشكل إيجابى فى توافر قوى كامنة فى العناصر والهيئات الشكلية يتمكن من خلالها المشاهد من إدراك حركة تقديرية .      
    أما الحركة التى تتم فى الفراغ التقديرى من خلال الاستعانة بأجهزة الكمبيوتر فقد بدأت عام 1960م على يد الأمريكى بيلا جوليسز ( Bella Julesz ) من خلال أبحاث تهدف إلى إمكانية رؤية البعد الثالث على مسطحات ثنائية الأبعاد ، وكانت التجارب فى أوراق سبق أن طبع عليها نقطاً متعددة وضعت بتجمعات عشوائية ، لذا عرفت الطريقة باسم ( Single Image Random Dot Stereogram ) .
     ولم تبلغ هذه الأبحاث درجة الكمال ، وقد أستكمل مجموعة من تلامذة هذا الأستاذ التجارب لتحسين الأداء والنتيجة ، وذلك بالاستعانة بأجهزة الحاسبات الآلية الأكثر تقدماً ، وكانت البحوث فتحاً لفن جديد من الفنون التشكيلية جاء على يد " دان دايكمان  Dan Dyckman " و" بيل بيلينسكى Bile Bielinski " ، ونشرت هذه الأبحاث من خلال مؤسسات تجارية أمريكية ويابانية تعرف باسم تجارى مبسط هو  العين السحرية ( Magic Eye ) ، أو اسم آخر هو ( Stare-E-O 3d Imaging ) 

شكراً لكم .. ويسعدني التواصل معكم من خلال تعليقاتكم
أ . د/وائل البدري
استاذ التصميم المساعد بكلية التربية النوعية بالفيوم 

هناك تعليق واحد: